الاعلامية نورا خربوطلي تكتب | لبنان ما قبل 4-8-20 ليس كما بعده
لبنان ما قبل ٤-٨-٢٠٢٠ ليس كما بعده
اللبنان الجميل بلد الثقافة و الفن و السياحة و الطبيعة الخلابة، بلد الحياة و الامان رغم كل ما كان يعكر صفوه على مدى عقود لكن هذه المرة جاء المصاب بحجم عاصمة ، بحجم شعب و بحجم أمة .
بيروت ٤-٨-٢٠٢٠ بحلت الظلمة عليها وهي بوضح النهار بتفجير ضخم ضرب ميناء بيروت راح ضحيته مئات القتلى و الاف الجرحى و العدد قابل للزيادة بطبيعة الحال ، ليُعلن لبنان بلدا منكوبا .
بعد يوم واحد بل ساعات ، اللبنانيون لايزالون يعيشون هول تفجير اودى بحياة اهل و احبة و اقارب و اصدقاء .
تفجير جعل لبنان و اللبنانيون بحالة شلل تام لما خلفه من اضرار ليست بشرية فقط من موت و تدمير و تشريد و انما مادية جسيمة تقدر بمليارات الدولارات وذلك بخروج ميناء بيروت الحيوية عن الخدمة بشكل كامل حيث أن الحريق طال كل مافيه من البضائع الموجودة داخله التي تحتوي على مواد غذائية اساسية ( كالقمح ) و ادوية السرطان و غيرها الكثير و الكثير .
هول التفجير الذي جاء كساعقة على الشارع العربي ككل و ليس فقط اللبناني .
مشهد ادمى قلب كل عربي لان لكل عربي ذكرى في هذا البلد الجميل أو أصدقاء من شعبه العاشق للحياة .
مع ذلك مازال اللبنانيون يعيشون ذهول و عدم استيعاب لتفجير وصف بثاني اكبر تفجير بعد هيروشيما ما استدعى اللبنانيين باطلاق اسم بيروتشيما ، و البعض الاخر وصف لبنان بأنها باتت بدون عاصمة .
مادة نترات الامونيوم شحنة صُدرت وفقا لما قاله اللواء عباس ابراهيم المدير العام للامن العام اللبناني بتصريح مقتضب ادلى به اثناء جولته التفقدية لمكان التفجير في عام ٢٠١٣ و بقت في المينا لحين اصدار قرار بشانها و عرضها للمزاد العلني لان هكذا مواد شديدة الانفجار ليس من المنطق و العقل ابقائها في ميناء وسط العاصمة ، لكن هذا القرار تاخر و لم يصدر الى حين التفجير ، و السؤال هل هذا كان ناجما عن اهمال ؟ ام كان هناك من يتعمد الاهمال و تاجيل التقارير التي تطالب بنقل هذه المواد و ابقائها الى حين اعطاء الامر بتفجيرها بالبنانيين ؟
تعاطف كبير من كافة الشعوب العربية ، فكان مصاب اللبنانيين مصاب كل الدول العربية التي سارعت جميعها على اختلاف امكانياتها بارسال مساعدات تليق بحجم هول المصيبة و تقديم يد العون للبلد الشقيق و هذا الطبيعي لان عضو عربي موجوع كفيل بان ينشر الالم الى جسد الامة العربية .
فور وقع الانفجار و حتى قبل اخماده جاءت أولى التصريحات من الرئيس الامريكي بأن هذا التفجير ناجم عن عمل ارهابي و هذا تماما ما اكده الكيان الصهيوني معبرا عن تضامنه مع لبنان و شعبه كدمعة تمساح تنهمر على فريسته و ذلك بأنارة مبنى البلدية بالعلم اللبناني .
اما الرادارات الروسية التقت صاروخا اتي من البحر الابيض المتوسط مؤكدة ان لا يمكن لهذه المواد لتنفجر ان لم تكن مجهزة بساعق يساعدها على الانفجار .
و بالعودة الى اميركا التي طالبت بتدويل القضية و عرضها على المحكمة الدولية وسط تأجيل النطق بالحكم لقضية الحرير الاب .
اما الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون جاء بزيارة عاجلة الى لبنان بعقد سياسي جديد و قال بأنه سيعود لمتابعته في ايلول القادم اما هذا العقد الجاهز ستتكشف بنوده التي لا تحمل الخير على ما يبدو الى لبنان في قادم الايام ، وعندها سيستفيق الشعب اللبناني من صدمته و لابد من أن يتكاتف بجميع طوائفه و حتى قادته ليخرجوا من تحت الركام من جديد ام سيُفرض عليه القرار ؟ و هل القرار سيكون داخلي ام خارجي ؟ وهل إن لم يقبل اللبنان الصفقة الفرنسية هل سيفعلوا به كما فعلوا باليونان ؟ أم سيزداد الخناق عليها لتحقيق اجندات اكبر بخنق البلد الجار سوريا و بطبيعة الحال هي لعبة كسر العظم بين الاقطاب العالمية ( اميريكا واوروبا و روسيا و الصين ) التي بدأت منذ اكثر ١٠ سنوات .
تفجير بيروت حقيقة خلف الكثير من الاسئلة و علامات الاستفهام في وقت تعيش فيه لبنان انهيارا اقتصاديا و زاد انهياره مع حلول هذه الكارثة ، و هنا يرى البعض ان المسؤولية على عاتق الحكومة و الرئيس ميشال عون و فرصة لتحقيق ما قد يكون عجز عنه رؤساء الحكومات السابقين للبنان بمحاسبة القتلة المجرمين الذين ابقوا مواد الموت مخزنة لسنوات طويلة و بالنهاية فجروا بها لبنانيين محاسبة تليق بحجم الكارثة و البعض الاخر يرى بأن ما حصل سيدخل لبنان في نفق مظلم من التدخلات الخارجية و السيطرة على قراره المستقل الاقتصادي و بطبيعة الحال السياسي و الطائفي و الاجتماعي .
فالنعلم و نستفيق من غيبوبتنا فلن تتعاطف اميركا و اسرائيل المغتصبة لاراضٍ عربية و من بينها لبنانية الا و كان هناك مخطط كارثي وراء هذا التعاطف المشؤوم ، فكما يرى البعض بأن على اللبنانيين أن تتضافر جهودهم و لملمت جراحهم و التعالي عليها لان على ما يبدو الاتي اعظم و لكي لا تدخل نفق الظلمات كما ارادوا لها دائما، و كما افشل الشعب اللبناني المخططات الطائفية و انتصر في الكثير من الحروب الداخلية و الخارجية التي خاضها ونهض من جديد بعد كل كبوة وهو عاشق أكثر للحياة .